ما هو إنترنت الأشياء؟؟ وهل سيصبح محور حياتنا الشخصية والعملية في السنوات المقبلة؟؟
أصبح مصطلح إنترنت الأشياء أو كما يعبر عنه بالاختصار (IOT) يتردد كثيرا حولنا خلال السنوات الأخيرة، ويبدو أنه سوف يصبح محور الاهتمام خلال السنوات المقبلة، بالتأكيد عند سماع مصطلح إنترنت الأشياء أو “Internet of Things” أصبح ينتاب الكثيرين الفضول ويتساءلون “ما هذا، ولماذا يجب أن أهتم؟”.
لهذا سوف نناقش في هذه المقالة مفهوم إنترنت الأشياء وكيفية عمله ؟، ما هي أشهر أنواعه وأكثر المجالات والقطاعات المستفيدة من تطبيقاته؟ الحلول التي يقدمها والتحديات التي سوف تؤثر على حياتنا.
ما هو إنترنت الأشياء؟ وكيف يعمل؟؟
هناك العديد من التعريفات الخاصة بمفهوم إنترنت الأشياء ولكن أكثرهم بساطة هو التالي:
إنترنت الأشياء (IOT): هو عبارة عن شبكة افتراضية تجمع بين الأشياء والأجهزة المختلفة المرتبطة بالإنترنت، يحتوي كل جهاز من أجهزة إنترنت الأشياء على معرف فريد (UID) يجعله قابلاً للتمييز، ويتيح له التعريف بنفسه والربط مع الأجهزة الأخرى.
يعمل إنترنت الأشياء على ربط مختلف الأشياء المادية التي تندرج ضمن الإلكترونيات، أجهزة الاستشعار، البرمجيات والمحركات مع الحواسيب من خلال بروتوكولات الاتصال، مما يؤدي إلى تحويل هذه الأشياء إلى أجهزة يمكنها جمع المعلومات وإرسالها إلى خوادم البيانات المركزية، حيث تتم عملية معالجة المعلومات وتحليلها وترتيبها واستخدامها دون الحاجة إلى تدخل بشرى لتسهيل أداء العديد من المهام.
من أبسط الأمثلة على تقنيات إنترنت الأشياء في حياتنا اليومية الساعات الذكية مثل ساعات Apple التي ترتديها لتتبع نشاطك الحركي واللياقة البدنية وقياس معدل ضربات القلب لكل دقيقة والتي تجمع البيانات وتقوم بتنبيهك في حال زيادة ضربات القلب عن المعدل الطبيعي.
ولكن لا يقصر إنترنت الأشياء على ذلك فقط فيمكن أن يشمل مصطلح إنترنت الأشياء كل شيء من حولنا من التحكم عن بعد في الأجهزة الإلكترونية والأجهزة الطبية، المنازل، أجهزة المراقبة، إلى السيارات وأي شيء يمكن أن يخطر على البال بشرط أن يكون مزودا بأجهزة استشعار واتصال بالإنترنت.
وقد بلغت توقعات الإنفاق العالمي على إنترنت الأشياء 1.1 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2023 وفقا لموقع Statista، وقد احتلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ الحصة الأكبر من سوق إنترنت الأشياء، وجاءت أمريكا الشمالية في المرتبة الثانية، تليها أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
أنواع إنترنت الأشياء؟؟
يوجد حاليا 5 أنواع أساسية من تطبيقات إنترنت الأشياء:
1. إنترنت الأشياء للمستهلك (Consumer IoT).
إنترنت الأشياء للمستهلكين عبارة عن نظام يغطي جميع شبكات المستخدمين من أجهزتهم الشخصية والمنزلية.
مثل: تركيبات الإضاءة، أقفال المنازل وأدوات المطبخ الذكية، المساعدات الصوتية لكبار السن، والنظارات والساعات الذكية.
2. إنترنت الأشياء التجاري (Commercial IoT).
تستخدم تطبيقات إنترنت الأشياء في صناعات مختلفة منها قطاع الرعاية الصحية وقطاع النقل.
مثل: أجهزة تنظيم ضربات القلب الذكية في قطاع الرعاية الصحية، وأنظمة المراقبة والاتصال من مركبة إلى مركبة (V2V) في قطاع النقل.
3. إنترنت الأشياء الصناعي (Industrial IIoT).
يشمل أنظمة التحكم الرقمية والتقييم الإحصائي والزراعة الذكية والبيانات الصناعية الضخمة.
مثل: أجهزة استشعار رطوبة التربة والمغذيات وبيانات الطقس، والتحكم بشكل أفضل في أنظمة الري والأسمدة في مجال الزراعة الداخلية والخارجية.
4. إنترنت الأشياء للبنية التحتية (Infrastructure IoT).
يعمل إنترنت الأشياء على تسهيل الاتصال بالمدن الذكية من خلال استخدام مستشعرات البنية التحتية سهلة الاستخدام وأنظمة الإدارة وتطبيقات المستخدم.
5. إنترنت الأشياء العسكرية (Military Things IoMT).
تطبيقات تقنيات إنترنت الأشياء في المجال العسكري.
مثل: الروبوتات للمراقبة ومعدات القياسات الحيوية التي يمكن أن يرتديها الجنود.
تشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2030، سيتم استخدام حوالي 50 مليار من أجهزة إنترنت الأشياء في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى إنشاء شبكة ضخمة من الأجهزة المترابطة التي تغطي كل شيء من الهواتف الذكية إلى أجهزة المطبخ.
فوائد إنترنت الأشياء للأعمال:
1. تقليل التكاليف.
اتجهت العديد من الشركات والمنظمات في مختلف القطاعات مؤخرا إلى تطبيقات وحلول إنترنت الأشياء لتبسيط المعلومات وزيادة معدل الربحية.
حيث تعمل تقنيات إنترنت الأشياء على تقليل تكاليف الصيانة بشكل كبير عند استخدام أجهزة إنترنت الأشياء مع أجهزة الاستشعار، والتي تساعد على استكشاف الأخطاء وإصلاحها قبل أن تؤثر على الموظفين مما يوفر المتاعب وتكاليف الإصلاح الرئيسية.
2. زيادة معدل الكفاءة والإنتاجية.
تتمثل إحدى طرق الاستفادة من قوة إنترنت الأشياء في زيادة كفاءة الشركة في تقليل المهام المتكررة أو التي تستغرق وقتًا طويلاً، كما يمكن من خلال تطبيقات إنترنت الأشياء تقديم خاصية تحليل البيانات الضخمة التي تساعد على إعطاء تقارير عن إنتاجية الموظفين، وتحديد المهام التي من شأنها تحسين سير العمل.
3. زيادة فرص العمل للشركات.
تتوجه العديد من الشركات إلى الخدمات الرقمية مؤخرا لتقليل التكاليف وزيادة الدخل، وإنترنت الأشياء سيصبح عامل أساسي في استراتيجيات الشركات الفترة المقبلة، حيث أن التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي تجعل من السهل على الشركات الصغيرة والمتوسطة جمع البيانات القابلة للتنفيذ مما يؤدي إلى زيادة القيمة المقدمة لعملائها. كما توفر تلك التحليلات رؤية جديدة تساعد على إنشاء نماذج أعمال جديدة وإعادة تعريف الصناعات التقليدية بالكامل.
4. تحسين خدمة العملاء.
تطور الشركات ذات التفكير المستقبلي تقنيات جديدة وتجمعها مع إنترنت الأشياء لخدمة عملائها بشكل أفضل، مع التطور التكنولوجي أصبح لدى العملاء توقعات تجاه الأعمال التي يجب تلبيتها، أي أنهم يريدون أن يكونوا قادرين على التفاعل معك عبر هواتفهم في أي وقت سواء كان ذلك باستخدام روبوت محادثة آلي أو من خلال تطبيقات الجوال المخصصة لخدمة العملاء.
فطبقا لموقع invespcro لا يهتم 40٪ من المستهلكين بما إذا كان روبوت المحادثة أو إنسان حقيقي يساعدهم، طالما أنهم يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها.
5. زيادة المرونة في العمل.
تزود تقنيات إنترنت الأشياء الشركات بالمزيد من المرونة في سير ومتابعة العمل من أي مكان تقريبا، مما يعمل على توفر مزايا رئيسية للشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص.
فتطور أجهزة وتطبيقات إنترنت الأشياء ساعد على إحداث طفرة في الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم، مما أدى إحداث تغيير كبير في طريقة عمل الشركات وتعيين المزيد من الموظفين عن بعد بدوام كامل.
تحديات إنترنت الأشياء؟
· الخصوصية والأمان.
يعد الأمان وخصوصية البيانات مصدر قلق كبير بالنسبة للمستخدمين عند استخدام تقنيات إنترنت الأشياء، فهناك دائما خطر القرصنة والاختراق، والذي يمكن أن يؤدي إلى انتهاك الخصوصية وتسريب معلومات حساسة وقيمة، وفي حال حدوث تدخل في بيانات المستشعر يمكن أن يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة من شأنها أن تتعارض مع فوائد إنترنت الأشياء.
يقع على عاتق مستخدمين أجهزة وتقنيات إنترنت الأشياء جزء كبير من عبء إصلاح هذه المشكلة. فجميع الأجهزة المرتبطة بالإنترنت تمثل تهديدات أمنية محتملة، فيجب الحرص على تحديثها وحمايتها بصورة مستمرة بنفس الطريقة التي تعمل بها الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.
· التعقيد وخطر الأعطال.
يبدو أن تطبيقات إنترنت الأشياء تقوم بالعمل والمهام المطلوبة بكل سهولة ولكن الحقيقة أن هناك العديد من العمليات المعقدة تتم في الكواليس، إذا أجرى البرنامج عملية حسابية واحدة خاطئة، فيؤثر ذلك على بقية العملية.
قد يكون الإفراط في الاعتماد على تقنيات إنترنت الأشياء خطيرا في بعض الأحيان، حيث أن الفشل أو الأخطاء في الأجهزة أو حتى انقطاع التيار الكهربائي يؤثر على أداء أجهزة الاستشعار والأجهزة المتصلة مما يعرض المهام والعمليات للخطر. ففي أسوأ الأحوال، قد يتسبب خلل في برنامج سد المياه في حدوث فيضان كارثي على سبيل المثال.
لذلك، ليس من السهل إصلاح الخطأ في إنترنت الأشياء في كثير من الأحيان.
· التكامل بين الأجهزة.
تكمن كفاءة إنترنت الأشياء في جعل جميع الأجهزة المتصلة تعمل معا كنظام واحد. ولكن حتى الآن لا يوجد بروتوكولات ومعايير ثابتة لإنترنت الأشياء، لذلك قد لا تعمل الأجهزة التي تنتجها جهات تصنيع مختلفة معا بشكل جيد. يمنع عدم التوحيد التكامل الشامل لإنترنت الأشياء، وبالتالي يحد من فعاليتها المحتملة.
إلى جانب ذلك، مع الابتكارات والتكنولوجيا سريعة النمو، يمكن للتقنيات المستخدمة في الأجهزة أن تصبح قديمة بسرعة وتجعل الأجهزة عديمة الفائدة.
· التكلفة.
على الرغم من التوقعات بأن تطبيقات إنترنت الأشياء سوف تعمل على تقليل التكلفة في العديد من المجالات على المدى الطويل، فإن تكلفة تنفيذها في الوقت الحالي وتدريب الموظفين على استخدامها مرتفعة للغاية.
لقد جلبت لنا تقنيات إنترنت الأشياء العديد من الأشياء المذهلة وتستمر في مفاجأتنا في العديد من القطاعات العملية والشخصية.
أما بالنسبة للتحديات والمخاوف التي تأتي مع إنترنت الأشياء، الآن بعد أن أصبحت أكثر وعيا بها، حاول قدر المستطاع إبقاءها تحت السيطرة، احرص على حماية بياناتك وكن على دراية بمدى التأثير الإيجابي أو السلبي عليك وعلى عملك.